أكد الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس.
أن البكتريا المسببة للكثير من الأمراض لها لغة تتحدث بها، وتتصف بالدهاء ولها جهاز استخباراتى قوى يتجسس على ضحاياه قبل الهجوم عليه.
ويحدد الأعداد المطلوبة لإصابة عضو ما من أعضاء جسم الإنسان، فيقوم بإنتاجها، حيث تنتج البكتريا 50 جيلا فى اليوم تعمل كحشد لقوى الهجوم وتدمر المناعات الحصينة فى هذا العضو بالتدريج، وهو ما يعرف طبيا بـ "فترة حضانة المرض".
وقال بدران إنه من الخطأ الجسيم استخدام المضادات الحيوة كتطعيم، لأنه يقتل البكتريا النافعة والضارة فى ذات الوقت، مناشدا بعدم استخدامها، سواء فى الإنسان أو الحيوان، وفى حالة اللجوء إليه يحدده الطبيب الماهر لعلاج مرض ما، ولا يستخدم للتحصين ضد مرض فى المستقبل.
وأكد أن الأمراض المعدية التى تنشأ نتيجة الإصابة بالفيروسات لا تؤثر عليها المضادات الحيوية، لأنه يعمل فقط على البكتريا، مشيرا إلى أن الفيروسات المسببة لنزلات البرد، والبالغ عددها حوالى 250 فيروسا يحاول الأشخاص التغلب عليها باستخدام المضادات الحيوية دون وعى طبى، مما يعتبر إضاعة للوقت والجهد، حيث لا تؤثر تلك المضادات فى الفيروسات، وإنما تقلل من مناعة الجسم.
وقال الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، إن أبحاث المستقبل المتجهة نحو مقاومة البكتريا المسببة للأمراض تركز على ترويضها من خلال الوصول إلى فك شفرات التواصل بينها، لتحويلها إلى كائنات "خرساء صماء" لا تستطيع التواصل، وبالتالى تفشل فى عملية حشد جيوشها التى تدمر الأنسجة، وتجعلها تكتسب خبرات استراتيجية من الأدوية المضادة لها.
وأضاف أنه سيتحدث فى ندوة بعد غد الثلاثاء، حول البكتريا الصديقة، والتى يستضيفها قصر ثقافة مصر الجديدة، وتتناول عناصرها الأدلة التى تثبت أن البكتيريا تتكلم بعدة لغات، وإلقاء الضوء على ذكاء البكتريا، وسبل الحفاظ على البكتيريا النافعة التى يمكن وصف القضاء عليها بتجريف التربة المعوية وعلاقة المضادات الحيوية الحيوى بالإصابة بالسمنة، والبكتيريا المستأسدة والرافعة للمناعة.
وأشار إلى أن البكتريا الصديقة للإنسان تم استخدامها منذ قرون عديدة مضت، وفى الحضارات القديمة بدون أضرار، حيث ثبت علميا فوائدها، خاصة بعد الأبحاث التى أجريت على رواد الفضاء، عندما تم حرمانهم من تلك البكتريا خلال سفرهم خارج الأرض، مؤكدا أن البكتريا النافعة ترفع المناعة، خاصة كفاءة الخلايا الأكولة التى تأكل ما يهدد حياة الإنسان من كائنات دقيقة.
الكاتب: سحر الشيمي
المصدر: موقع اليوم السابع